السياسة ؛ بدايةً، من نافل القول انها لا يجب ان تُترك لأصحاب المصالح و الخصوم و اشرارهم


السياسة هي فن الممكن في ظرف المكان و الزمان و ضمن الامكانيات المتاحة
يقينا انه في كثير من الاحيان في حقل السياسة لا يوجد ابيض و اسود. اللون الرمادي له تواجد في مساحات واسعة من العمل السياسي العام . لا مثالية في عالم متشابك المصالح و الاهداف و الأيديولوجيات . انما هو واقع تتعامل معه حسب مقتضياته
بناء شبكة العلاقات العامة و مفهوم التواصل و ادارة التحدّيات كلها تأتي ضمن مسلّمات تحقيق الاهداف في العمل السياسي
اضف الى ذلك ،حنكة السير بين التناقضات و إنشاء تحالفات بين “الاصدقاء ” و منها مع بعض الاطراف التي ليس بالضرورة ترتبط بنفس المبادىء و القيم . انما قد ترتبط مع نفس الاهداف و ان كانت مرحلية. لا بل قد هناك الاضطرار للتعامل مع بعض “الخصوم ” لدفع ضرر اكبر و اكثر خطورة
لا بد من الاشارة ان تحقيق الاهداف في الحقل العام لا تأتي دفعة واحدة. و المصالح منها مرحلي و منها يأتي على دفعات . و من المصالح من هي للضرورة او في نطاق ضيق و منها عامة . و توضيح الأوليات هو من اعمدة التخطيط الاستراتيجي للغوص في بحار السياسة
من اكثر عوامل النجاح في تحقيق انجازات في حقل السياسي هي الاستمرارية و التطور الفكري و “النفس الطويلة” و الحفاظ على العلاقات و تطويرها و تراكمات الخبرات و عدم التراجع تحت الظروف القاسية
السياسة ليست شر مطلق و ليست خير مطلق بطبيعة الحال. انما هي تأخذ لون حسب من يتصدى لها و يخوض في غمارها و مصاعبها
لا بد من التشديد انه بالضرورة فشل المجتمعات و خسارة القضايا الكبرى من اسبابها الاساسية تجنب الكثيرين من اصحاب “الحق و النفوس الصادقة” الانضمام الى الطبقة السياسية مما يجعلها في ايدي ممن ليس لهم غيرة الا على مصالحهم و مصالح مشغليهم و نزوات النفوس