مونتريال في 07/09/2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قيل الكثير عن تداعيات وصول الحزب الكيبكي الى الحكم وامكان تأثيره على مستقبل الجاليات الاثنية وخصوصا العربية والاسلامية . “صدى المشرق” تامل معرفة رأيكم في هذا الحدث المهم والتاريخي .

–         كيف تقيمون مشاركة الجالية العربية والاسلامية في كيبك في الانتخابات النيابية وخياراتها بعد وصول الحزب الكيبكي .؟ 

 –Oلا شك ان تفاعل الجالية بالشأن العام قد تزايد بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة. و هذا يعود لوعى ابناء الجالية لاهمية المشاركة في كل النواحي المؤثرة داخل مجتمع الكيبيكي .ويعود ايضا لاستقرارها المادي و الاجتماعي بعدما اصبحت من نسيج الوطن الكندي و جزء من ديمومة حركة مقاطعة كيبيك.

هناك عوامل اخرى زادت من مشاركة الجالية في الانتخابات  الاخيرة التى جرت في كيبيك و اهمها برأى الخاص مااعتبره الكثير مشروع اسفزازي وعدت به السيدة بولين ماروا، رئيس الحزب الكبيكي، في حال وصولها الى سدّة الحكم.  اثناء حملتها الانتخابية ،اطلقت السيدة ماروا عّدّة وعود منها تبنّي ما  اطلق عليه “ميثاق العلمانية” و الذي يحمل في طّياته مشروع قوانين يمنع المرء فيه من ابسط حقوقه المدنية في التعبير الحر عن معتقاداته الايمانية من خلال لباس تختاره المرأة بحريّة و اختيارها.

الهدف المعلن لهذا الميثاق المقترح هو منع “اظهار الرموز الدينية” في الدوائر العامة. و لكن لمواقف السيدة ماروا المعروفة بعدائيتها لحجاب المراة المسلمة، وجدت الجالية نفسها في خضم معمة الحملة الانتخابية مفضلّة المشاركة المدنية الحضارية من خلال التصويت بكثافة لتعبير الديمقراطي عن هواجسها و رغبتها في المساهمة في رسم الخارطة السياسية لمسقبل كيبيك. و ايصال صوتها لدوائر القرار.

اني امل بأن وصول الحزب الكبيكي الى سدّة السلطة ان يدفع الجالية للتفاعل الايجابى من خلال المشاركة البنّاءة و المستمرة و الفعّالة في كل المجالات، السياسية، و الاعلامية، والمدنية و غيرها . و ان تبتعد الجالية حصر اعمالها في ردّات الافعال التى طالما تأتي متأخرة. 

–         هل تتوقعون تأثيرات سلبية على الجالية بعد وصول الحزب الكيبكي الى الحكم في المقاطعة؟

  -Oان انتصار الحزب الكيبكي و قيامه بتشكيل حكومة المقاطعة القادمة سوف يشكّل تحدّي حقيقي لكثير من جاليات كيبيك. الاشكال الاساسي في هذه المرحلة هو ان ادبيات الحزب الحاكم القادم من خلال تبّنيها  لمفاهيم متطرفة و استعلائية في بعض الاحيان  “تخلق” و تساهم بشكل كبير بتوتير علاقات بين افراد المجتمع في كيبيك. و تزيد بشكل ملفة حالة الاسلاموفوبيا و التعرض للحقوق الانسانية للجالية من خلال الهجوم المستمر على كرامتها و معتقاداتها و حتى الاستعداد لقطع ارزاق الكثير من افرادها اذ هم لم يتخلّوا عن مطالبة  و ممارسة حقوقهم المدنية و الدينية. 

نأمل من الحكومة القادمة التعامل مع ابناء و مواطني كيبيك بالتساوي في حقوقهم و واجباتهم. و ان لا تعتمد التمييز العنصري ضد اى مجموعة انسانية بناء على اللون او المعتقد او اللغة. و ان تسعى الى المساواة بين المرأة و اختها المرأة بغض النظر عن لباسها و حجابها و معتقدها. 

ما هي تصوراتكم لعلاقة ايجابية مع الحزب الكيبكي ؟

 -Oبكل صراحة ان نجاح اي علاقة بين طرفين او اكثر يتطلب، اولا، النيّة الصادقة في انجاح هذه العلاقة. ثانيا، الاحترام المتبادل لمفاهيم و ايمانيات و كرامة كل الاطراف. ثالثا، التواضع و تجنّب الاستعلاء في التعامل بين الاطراف. رابعا، الايمان بالمساواة بين المتحدثين. و اخيرا و ليس اخرا الواقعية في مطالب  ولايجابات.

اني اعتقد ان على الجالية التفاعل الايجابي و تجنب السلبية في العمل العام. نرى تحرك الجالية فقط في المناسبات او عند المحن و هذا يؤدي بنا الى عمل قليل النتيجة والى احباط يتلوه احباط. اننّا ابناء وطن و نعيش في مقاطعة تتمتّعان بهامش كبير من حرّية العمل السياسي و الاعلامي و العام و لذا لا يفهم هذا الغياب الكبير في تواجد ابناء الجالية في مواقع مؤثرة في دوائر القرار الا انه تقصير لا تبرير له.

اؤمن بامكانية العلاقة الايجابية مع الحكومة القادمة من خلال التواصل معها و مع فعاليات المدنية الاخرى. كماهو معروف، لا يوجد ما هو مستحيل في عالم السياسة و المصالح المتبادلة. فما على الجالية الاالتحرك و سوف نرى نتائج ايجابية على اكثر احتمال.

سامر مجذوب، رئيس المنتدى الاسلامي الكندي

Samer Majzoub, president, Canadian Muslim Forum