
الهبوط التاريخي لأسعار نفط الخام الاميركي الى دون الى قيمة سالبة يعني قد وقع ما لا يمكن تخليه؛ هو ان يقوم مصدري النفط الخام بدفع مبالغ للمشترين لكي يعملوا على سحب كميات النفط الموجودة الى مخازنهم . و هذه السابقة بالنسبة للمراقب و للمتابع لم تأتي من فراغ لعدة أسباب.
⁃ فحالة الركود الاقتصادي العالمي المفاجىء الغير متوقع و توقف المصانع حول المعمورة عن عمليات الانتاج و بقاء عشرات الملايين من الناس في منازلهم لأسابيع بسبب الحظر الصحي أوصل طلبات طويلة الأجل على النفط الخام الأميركي الى ادنى مستوياتها٠
⁃ حقيقة عدم إبرام عقود نفط طويلة اجل نتيجة عدم وضوح ألرؤية حول عودة الاقتصاد العالمي نحو الحركة و الانتاج اخاف منتجي النفط الخام من ضيق مساحات المخازن من استيعاب كميات النفط المستخرجة حديثا و عدم ايجاد اماكن لتخزينها . هذا قلق دفع المنتجين الى ايجاد حلول سريعة لتفريغ المخزون الحالي .
⁃ ساهم في هذا الهبوط لاسعار النفط الخلاف الحاد داخل أوبك و صراع الأسعار بين أعضاءه و فشل الحلول السريعة محاولات إصلاح ذات البين حتى اللحظة مما ترك اثاره السلبية المدمرة على صناعة النفط .
قد لا تبقى الأمور على عليها لنتأجها الكارثية على اقتصادات الدول و خصوصا الكبرى و “الغنية” منها . و لكن من الواضح ان الكثير من المعطايات لم تعد تحت السيطرة و إنما هي تطورات أزمة كورونا و مآلاتها .
لعله النقطة الايجابية في هذه المعمعة هو ان رخص أسعار النفط العالمي قد تساعد الاقتصاديات في كثير من اللدان على سرعة في اعادة نشاطها و بتكاليف تخفف عنها عبء اعادة الحركة الإنتاجية الى سابق عهدها٠
سامر مجذوب
