
لا يخفى على احد البعد المأساوي الانساني الذي تشهده البشرية جمعاء في كل زوايا الكرة الارضيّة بسبب انتشار وباء العصر، كورونا . هذه الجرثومة التي عجزت حضارة الانسان على التعامل معها حتى لحظة كتابة هذه الأسطر. و ادّت الى سقوط مفاهيم القوة و الجبروت و التكبر و بادلتها بنشر الخوف و الرعب و الترقب٠
لسنا ببعيدين عن تاثيرات كورونا. لا بل كيبيك و مونتريال في عين المُصاب و هما اكثر المناطق من حيث الإصابات بالوباء في الوطن الكندي و تأثرا بإنتشاره٠
لا شك انه في خضم المأساة انكشفت عورات مجتمعية بسقوط ورقة التوت التي بُنيت على الرفاهية و العيش الرغيد و ما يسمي بالتطور الصناعي. كلها كانت تستر الخلل الاخلاقي الرهيب الذي ظهر في وفاة المئات في دور المسنين و أكثرها رعبا ما حدت في بعضها في مدينة مونتريال و ضواحيها٠
الاهمال و الجشع المالي و الفردية المتطرفة و الخلل الفاضح التربوي الذي شربت منه اجيال في مجتمعاتنا الغربية أدت كلها الى بشاعة في الموت حيث وجد جثث العشرات من الآباء و الأمهات في احدى ضواحي مونتريال و قد توفوا وحيدين لايام دون ان يشعر بهم احد و البراز في كل مكان على اجسادهم. لم يكن هناك من يسمع أنينهم و لا خوفهم و لا من يكون الى جانبهم في اخر اللحظات العمر٠
تبادل الجميع الاتهامات في المسؤلية عما حدث و الحقيقة الامر ان الكل مسوؤل عن هذا الحدث الجلل ؛من إهمال الوزارات المختصة التي كان عليها واجب متابعة دور المسنين من الايام الأولى لأزمة كورونا، اضافة ان الجشع المالي جعل ممن يديرون هذه المراكز ان لا يعطوها الاهتمام الكافي و الرعاية المطلوبة و الحماية للمقيمين فيها٠
و لعله اكثر ما يدمي القلب و يكسر النفس هو غياب الابناء و البنات على رعاية و الاهتمام و متابعة أمور و شؤون ذويهم . كيف لا و نشىء جيل بعد جيل مجرد من مفهوم العائلة و غاب عنهم عشق الوالدين و قيم الأخلاق التي تجعل من رعاية الام و الاب ليس واجبا فقط إنما رغبة نابعة من حب و قيم و مفاهيم و مبادىء٠
هذه هي اجزاء القصة الفردية المقيتة التي تقوم على فكر تم زرعه بطغيان المادية المجردة القاحلة، لكم حياتكم و لي حياتي ، لتسقطنا جميعا من رفعة الانسانية الى درك يخجل منه التاريخ تدفع بحضارة البشرية الى الحضيض ٠
سامر مجذوب
ماشاء الله تبارك الرحمان
كلام مفصل و في الصميم ، اللهم اهدى عبادك التائهين الضالين.
اخي أحيك على الكتابة المواضع بالعربية.
واصل مجهوداتك